اضطراب الوسواس القهري: أعراضه وطرق علاجه

اضطراب الوسواس القهري (Obsessive Compulsive Disorder/OCD) هو حالة نفسية شائعة تتميز بأفكار غريبة متكررة (وساوس) تجعل الشخص يشعر بتوتر شديد، ودفع داخلي لأداء أفعال روتينية متكررة (طقوس أو غسل أو تفقد) تهدف إلى تخفيف هذا التوتر. غالبًا تبدأ هذه الحالة في مرحلة المراهقة أو أوائل العشرينات، وقد تستمر مدى الحياة إذا لم تُعالج، وتؤثر بشكل كبير على جودة الحياة والقدرة على العمل والدراسة والعلاقات الاجتماعية.

الغرض من هذه المقالة هو تزويد الباحث بمعلومات دقيقة وسهلة الفهم، مع مراعاة تحسين ظهور المقال في محركات البحث، من خلال استخدام كلمات مفتاحية مثل “اضطراب الوسواس القهري”، “أعراض الوسواس”، “علاج الوسواس القهري”، وغيرها. المقال يخدم الباحث الذي يرغب في تعلم الموضوع أو تقديمه لآخرين بأسلوب علمي مبسط، مع ضمان هيكل واضح ومتسلسل.

مفهوم اضطراب الوسواس القهري

اضطراب الوسواس القهري هو اضطراب نفسي يتميز بوجود وساوس (أفكار متكررة أو مخاوف غير مرغوبة) تثير القلق، وبحاجة متكررة إلى أداء طقوس أو سلوكيات قهرية للتخفيف من هذا القلق. وغالبًا تكون هذه الأفعال غير منطقية لكنها تُشعر المريض بأن الأمور “تُصبح تحت السيطرة” مؤقتًا. أحيانًا تكون الطقوس داخلية مثل تكرار عبارات أو عدّ في الذهن، حتى حين لا يظهر سلوك خارجي واضح، كما في حالة ما يُعرف بـ «Pure-O».

أعراض اضطراب الوسواس القهري

عادة ما يقضي الأشخاص المصابون وقتًا طويلًا في التفكير في الوساوس، أو أداء الطقوس، مما يُعيق حياتهم اليومية. وتشمل الأعراض:

الوساوس

أفكار متكررة ومزعجة مثل خوف من التلوث، أو من ارتكاب خطأ، أو أفكار عدوانية دموية، أو أفكار ذات مضمون جنسي أو ديني غير مرغوب فيها. هذه الأفكار تتكرر رغم أن الشخص يعرف أنها غير منطقية وتسبب له قلقًا بالغًا.

الطقوس أو السلوكيات القهرية

سلوكيات متكررة مثل غسل اليدين بشكل مفرط، التحقق المستمر من الأقفال أو الأجهزة، العد أو الترتيب أو إعادة الأشياء إلى وضع معين، والبحث المتكرر عن الطمأنينة من الآخرين. الهدف منها الحد من القلق الناتج عن الوساوس، لكنها قد تستمر لساعات يوميًا.

الفرد غالبًا يدرك أن هذه الأفكار أو الأفعال غير منطقية، لكنه غير قادر على كبحها بسهولة، مما يتسبب في إجهاد نفسي كبير ويؤثر سلبيًا على الأداء الوظيفي والاجتماعي والعائلي.

أسباب اضطراب الوسواس القهري

تُعد أسباب الوسواس القهري متعددة ومعقدة وتشمل:

• عوامل جينية: وجود تاريخ عائلي لحالة الوسواس القهري يزيد من احتمالية الإصابة، حيث تم تحديد قابلية وراثية تصل إلى نحو 40–60% لدى الأطفال، و27–47% لدى البالغين.
• عوامل بيولوجية ودماغية: اختلافات في بنية الدماغ، خاصة دائرة القشرة الحوفية–المخ–الثلاموس–القشرة (CSTC)، بالإضافة إلى اختلالات في النواقل العصبية مثل السيروتونين والدوبامين والإشارات الالتهابية في بعض الحالات.
• العوامل البيئية والنفسية: مثل التعرض للضغوط النفسية أو الصدمات في الطفولة، أو إصابة بكتيرية معينة مثل عدوى المكورات العقدية التي قد تؤدي إلى تطور OCD المفاجئ لدى الأطفال (فرضية PANDAS/PANS).
• تعلم وسلوك مكتسب: قد يتم تعلم سلوكيات الوسواس أو الطقوس من البيئة المحيطة، خاصة حين تكون مدعمة داخل الأسرة أو المجتمع كمحاولة لتخفيف القلق.

أنواع اضطراب الوسواس القهري

فيما يلي أبرز الأنواع بصيغة نقاط:

1. التحقق المستمر (Checking OCD): التحقق المتكرر من الأقفال، الأجهزة، أو السلامة كيلا تحدث كارثة.
2. الخوف من التلوث (Contamination OCD): خوف مفرط من الجراثيم مؤدٍ لغسيل أو تنظيف متكرر.
3. الترتيب والتناظر (Symmetry & Ordering OCD): الحاجة الملحة لترتيب الأشياء بدقة أو كمال في التنظيم.
4. الوساوس الفكرية (Pure O / Intrusive thoughts OCD): أفكار داخلية مقلِقة لا تترافق بسلوك خارجي واضح، لكنها تتبعه طقوس داخلية مثل العد أو الصلاة الذهنية.
5. الاحتفاظ بالأشياء (Hoarding OCD): جمع الممتلكات وعدم القدرة على التخلص منها خشية فقدان شيء هام.
6. الشك في العلاقة (Relationship OCD / ROCD): شك متكرر ومفتعل حول المشاعر تجاه الشريك أو العلاقة رغم عدم وجود مبرر منطقي.
7. الأسئلة الوجودية (Existential OCD): تفكير مفرط حول الأسئلة الفلسفية أو طبيعة الواقع، يسبب استنزافًا ذهنيًا.
8. الوسواس الجسدي (Somatic OCD): تركيز مفرط على أحاسيس جسدية صغيرة مثل التنفس أو الوميض.

طرق تشخيص اضطراب الوسواس القهري

يتم تشخيص الوسواس القهري عبر مقابلة سريرية من قبل طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي، باستخدام معايير DSM-5 التي تتطلبوجود وساوس أو طقوس أو كليهما، واستمرارها لأكثر من ساعة يوميًا، مع تأثير كبير على الأداء اليومي والتعلّم أو العمل أو العلاقات.

غالبًا يُستخدم مقياس ييل براون للوسواس القهري (Y-BOCS) لتقييم شدة الأعراض ومدى تأثيرها، إلى جانب استبعاد اضطرابات أخرى مثل اضطرابات القلق أو الاكتئاب أو اضطرابات الذبذبة الحركية التوافقية مثل Tourette.

طرق علاج اضطراب الوسواس القهري

أبرز طرق العلاج فيما يلي:

1. العلاج السلوكي المعرفي (CBT)

يُعد العلاج الأول والأكثر فعالية، حيث يواجه المريض مصادر القلق دون تنفيذ الطقوس، ما يعزز تحمل الانزعاج ويقلل الحاجة للسلوكيات القهرية تدريجيًا.

2. الأدوية (دواء)

مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs) مثل سيتالوبرام، فلوكستين، سيرترالين، فلوكفوكسامين، باروكسيتين – بجرعات أكبر غالبًا من تلك المستخدمة للاكتئاب. إذا لم يكن هناك استجابة، يمكن اللجوء إلى كلوميبـرامين أو إضافة أدوية مضادة للذهان من الجيل الثاني كدعم جسدي للعلاج.

3. علاجات متقدمة للحالات المقاومة

التحفيز العميق للدماغ (DBS) أو التحفيز المغناطيسي المتكرر (TMS)، أو الإجراءات الجراحية مثل الاعتلال الجراحي المحدود (capsulotomy)، وتستخدم كخيار أخير في الحالات الشديدة غير المستجيبة.

طرق الوقاية من اضطراب الوسواس القهري

لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية التامة من الوسواس القهري، لكن من المهم مراقبة الأعراض مبكرًا لدى الأشخاص المعرضين (مثل من لديهم تاريخ عائلي أو تعرض لتجارب ضغطية)، وطلب الدعم النفسي والتدخل المبكر عند ظهور الوساوس أو الطقوس. التدخل المبكر يمكن أن يمنع تفاقم الحالة ويقلل فرص الانتكاس، كما أن الالتزام بالعلاج الدوائي والنفسي يقي من تطور الأعراض ويعزز جودة الحياة.

في الختام

اضطراب الوسواس القهري هو حالة متعددة الأبعاد تشمل عوامل وراثية، عصبية، بيئية ونفسية، وتظهر من خلال أفكار متطفلة وسلوكيات قهرية تؤثر على الحياة اليومية. التشخيص المبكر والعلاج الفعّال – وخصوصًا العلاج السلوكي المعرفي (ERP) وSSRIs – يُمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا. في الحالات المقاومة، يتوفر التحفيز العصبي والجراحة العصبية كخيارات أخيرة. دعم الأسرة، والتعديلات في نمط الحياة، والمجموعات الداعمة تلعب دورًا مهمًا في تحسين نتائج العلاج.

المصادر:

Obsessive-Compulsive Disorder (OCD) – National Institute of Mental Health (NIMH)

Obsessive-compulsive disorder (OCD) – Symptoms and causes – Mayo Clinic

OCD (Obsessive-Compulsive Disorder): Symptoms & Treatment

Psychiatry.org – What Is are Obsessive-Compulsive and Related Disorders?