
كل ما يهمك عن اضطراب ثنائي القطب: تعرف على الاعراض وطريقة التشخيص
يُعد اضطراب ثنائي القطب من الاضطرابات النفسية المزمنة والمعقدة التي تؤثر بشكل كبير على المزاج، والطاقة، ومستوى النشاط، والقدرة على أداء المهام اليومية، حيث يتميز هذا الاضطراب بوجود نوبات متكررة من الهوس بارتفاع غير طبيعي في المزاج والطاقة ونوبات من الاكتئاب بهبوط حاد في المزاج وفقدان الاهتمام أو المتعة، ولا يقتصر تأثير الاضطراب ثنائي القطب على الحالة النفسية فقط، بل يمتد إلى العلاقات الاجتماعية، والحياة المهنية، والجوانب الصحية الأخرى للفرد، ويظهر غالباً هذا الاضطراب في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ، إلا أنه قد يظهر في أي عمر.
الفهرس
- ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
- اسباب مرض اضطراب ثنائي القطب
- هل ثنائي القطب مرض عقلي أم نفسي؟
- أعراض اضطراب ثنائي القطب
- ما هي صفات مريض ثنائي القطب؟
- هل مرض ثنائي القطب خطير؟
- هل ثنائي القطب يؤدي للوفاة؟
- هل مريض ثنائي القطب خطير على من حوله؟
- ما هي نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب؟
- علامات الشفاء من ثنائي القطب
- اختبار اضطراب ثنائي القطب pdf
يمكنك الاطلاع ايضًا على مقالنا السابق عن الاكتئاب!
دليلك الشامل لمرض الاكتئاب: اسبابه، اعراضه وأهم طرق العلاج
ما هو اضطراب ثنائي القطب؟
الاضطراب ثنائي القطب هو اضطراب نفسي مزمن يتميز بتقلبات حادة في المزاج تتراوح بين نوبات من الهوس ، ونوبات من الاكتئاب، والتي قد تكون شديدة لدرجة تؤثر على سلوك الشخص، وطريقة تفكيره، ومستوى نشاطه، وقدرته على أداء مهامه اليومية، حيث لا يمرون الأشخاص المصابون به بمشاعر الحزن أو السعادة مثل أي شخص طبيعي، بل هم يعيشون نوبات شديدة ومتناقضة من الانفعالات النفسية تمتد لأيام أو أسابيع، وتؤثر على مجالات حياتهم بشكل كبير.
اسباب مرض اضطراب ثنائي القطب
لا يمكن حصر أسباب الاضطراب ثنائي القطب في سبب واحد محدد، بل هو نتيجة لتفاعل معقد بين عوامل وراثية، وبيولوجية، وبيئية، وفيما يلي أبرز العوامل التي تؤدي إلى الإصابة باضطراب ثنائي القطب:
- اسباب وراثية
يلعب العامل الوراثي دورًا مهمًا في الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، حيث أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل أحد الوالدين أو الأشقاء) مصابون بهذا الاضطراب يكونون أكثر عرضة للإصابة به مقارنة بغيرهم. - خلل الكيمياء الدماغية
تشير الأبحاث إلى أن وجود خلل في النواقل العصبية مثل هرمونات السيروتونين والدوبامين والنورادرينالين في الدماغ قد يكون مرتبطًا بحدوث نوبات الهوس والاكتئاب، كما قد تساهم الاختلافات في بنية ووظيفة مناطق معينة في الدماغ في ظهور الأعراض. - النشأة والتربية
قد تلعب التجارب الحياتية الصعبة دورًا في تحفيز ظهور أعراض الاضطراب، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم استعداد وراثي. وتتمثل هذه التجارب التالية:- التعرض لصدمات نفسية أو إساءة في الطفولة.
- فقدان شخص عزيز.
- الضغط النفسي الشديد أو الأحداث الحياتية الكبرى (مثل الطلاق أو فقدان العمل).
- تعاطي المخدرات أو الكحول.
- التغيرات الهرمونية وأسلوب الحياة
يمكن أن تؤثر اضطرابات النوم أو التغيرات في الإيقاع اليومي مثل السفر المستمر وتغيير توقيت النوم والاستيقاظ على استقرار الحالة المزاجية وتحفّز نوبات الهوس أو الاكتئاب، لما تشكله من اضطراب في الساعة البيولوجية للجسم مما يؤدي إلى الاضطراب الهرموني.

هل ثنائي القطب مرض عقلي أم نفسي؟
لا يمكن الفصل فيما إذا كان مرض عقلي خالص أو مرض نفسي، حيث قد يكون اضطراب ثنائي القطب اضطراب نفسي (Psychological disorder) لأنه يؤثر على المشاعر، والسلوك، وطريقة التفكير، ويتطلب علاجًا نفسيًا مثل العلاج المعرفي السلوكي، كما أنه يعد مرض عقلي (Mental illness) لأنه يرتبط بتغيرات في كيمياء الدماغ ووظائفه، وقد يتضمن أعراضًا حادة مثل الهوس الشديد أو الاكتئاب العميق، وفي بعض الأحيان يشمل أعراضًا ذهانية مثل الهلاوس أو الأوهام.
أعراض اضطراب ثنائي القطب
تتناوب أعراض الاضطراب ثنائي القطب بين نوبات متناوبة من الهوس أو الهوس الخفيف، والاكتئاب. وتختلف الأعراض حسب نوع النوبة، وتنقسم انواع اعراض التي يتنقل بينها مريض الاضطراب ثنائي القطب الى ما يلي:
- أعراض نوبة الهوس (Mania)
تكون عبارة عن حالة من النشاط المفرط والمزاج المرتفع بشكل غير طبيعي، وتستمر عادة لأسبوع أو أكثر، وتشمل أعراض الهوس على:- ارتفاع شديد في المزاج (فرح مفرط أو تهيّج).
- ثقة زائدة بالنفس أو الشعور بالعظمة.
- التحدث بسرعة وبشكل مفرط.
- تسارع في الأفكار (صعوبة في التركيز والتنقل السريع بين المواضيع).
- انخفاض الحاجة للنوم (الشعور بالنشاط رغم قلة النوم).
- القيام بسلوكيات متهورة (مثل صرف المال بإفراط، قيادة متهورة، الدخول في علاقات غير محسوبة).
- صعوبة في اتخاذ قرارات منطقية.
- في الحالات الشديدة: هلوسات وأوهام.
- أعراض نوبة الهوس الخفيف (Hypomania)
هي حالة تشبه أعراض الهوس، لكنها أخف حدة ولا تتسبب في تعطيل كبير للحياة اليومية، وقد تمر هذه الاعراض الخفيفة أحيانًا دون ملاحظة من المحيطين. - أعراض نوبة الاكتئاب (Depression)
وهي نوبة من المزاج المنخفض أو الحزن العميق، وتستمر لأسبوعين أو أكثر، وتتمثل اعرض نوبات الاكتئاب عن المصابين باضطراب ثنائي القطب فيما يلي:- حزن مستمر أو شعور بالفراغ.
- فقدان الاهتمام أو المتعة في الأنشطة المعتادة.
- التعب أو انخفاض الطاقة.
- صعوبة في التركيز أو اتخاذ القرارات.
- تغير في الشهية أو الوزن (زيادة أو نقصان).
- اضطرابات في النوم (أرق أو نوم مفرط).
- مشاعر الذنب أو انعدام القيمة.
- أفكار انتحارية أو التفكير بالموت.

ما هي صفات مريض ثنائي القطب؟
تتسم شخصية المصابون باضطراب ثنائي القطب ببعض السمات التي غالبًا ما يمكن ان تكون سبب في الاصابة بالمرض او تزيد من احتمالية الإصابة أو أنها صفات تم اكتسابها من أعراض الاضطراب، ولكن هناك بعض الصفات والسمات التي تميز المصابون بهذا الاضطراب وقد لا توجد دراسات علمية مؤكدة عن حصر لهذه الصفات ولكن أغلبها مبنية على عدد من الملاحظات والمشاهدات التي تلاحظ انتشار إصابة هذه الأنماط لأصحاب هذه السمات الشخصية، وفيما يلي ابزر الصفات التي يتسم بها مريض البايبولار:
- الحساسية المفرطة.
- الاحتياج العاطفي.
- التأثر الشديد بآراء الآخرين بالسلب او بالايجاب.
- الاندفاع في التصرفات.
- تقلبات مزاجية ملحوظة حتى دون وجود نوبة واضحة.
- صعوبة في الحفاظ على علاقات مستقرة أو التزام مهني ثابت.
- فرط الحساسية للنقد أو التغيرات المفاجئة.
- إحساس داخلي بعدم التوازن العاطفي.
- الشعور بالحيرة أو الخوف من الذات أحيانًا، خاصة عند استيعاب آثار النوبات السابقة.
هل مرض ثنائي القطب خطير؟
نعم، يمكن القول إن الاضطراب ثنائي القطب قد يكون خطيرًا إذا لم يتم تشخيصه وعلاجه بشكل صحيح، لكنه ليس مرضًا ميؤوسًا منه، بل هو قابل للإدارة والتحكم بالعلاج والمتابعة، وللاجابة على سؤال لماذا يُعتبر الاضطراب ثنائي القطب خطيرًا؟ فيما يلي:
- خطر التقلبات الحادة في المزاج
- خطر نوبات الهوس: قد تدفع نوبات الهوس الشخص المصاب إلى سلوكيات متهورة مثل:
- صرف المال.
- الدخول في علاقات خطرة.
- القيادة بتهور.
- خطر نوبات الاكتئاب: قد تؤدي نوبات الاكتئاب المتكررة التي تصيب مريض ثنائي القطب إلى أفكار انتحارية أو محاولات إيذاء النفس.
- خطر نوبات الهوس: قد تدفع نوبات الهوس الشخص المصاب إلى سلوكيات متهورة مثل:
- التأثير على الحياة اليومية
- قد يؤدي إلى فقدان الوظيفة أو تدهور العلاقات الأسرية والاجتماعية بسبب التصرفات غير المتزنة.
- صعوبة في الاستقرار العاطفي، مما يؤثر على الثقة بالنفس وصورة الذات.
- خطر الإدمان
- قد يلجأ بعض المرضى إلى المخدرات أو الكحول لمحاولة السيطرة على أعراضهم، ما يزيد الوضع سوءًا.
- إمكانية ظهور أعراض ذهانية
- يمكن أن يعاني المريض في بعض الحالات، وخاصة خلال نوبات الهوس الشديدة من هلوسات أو أوهام، ما قد يعرضه أو من حوله للخطر إذا لم يتم التدخل الطبي.
هل ثنائي القطب يؤدي للوفاة؟
نعم، الاضطراب ثنائي القطب قد يؤدي إلى الوفاة بشكل غير مباشر، خصوصًا عبر الانتحار أو السلوكيات الخطرة التي تم ذكرها فيما سبق، وإهمال الصحة بشكل واضح، لكن هذا ليس مصيرًا حتميًا، حيث الاضطراب ثنائي القطب لا يسبب الوفاة المباشرة مثل بعض الأمراض الجسدية (كالأزمات القلبية أو السرطان)، لكنه قد يؤدي إلى الوفاة بشكل غير مباشر في بعض الحالات، إذا لم يُعالج بالشكل المناسب.
هل مريض ثنائي القطب خطير على من حوله؟
لا، فمعظم المصابين بالاضطراب ثنائي القطب، خصوصًا من يتلقون العلاج بانتظام، يعيشون حياة طبيعية وآمنة ولا يُشكلون أي تهديد لمن حولهم، بل إن كثيرًا منهم يتمتعون بشخصيات مبدعة، ومرهفة الإحساس، ويعانون بصمت، فهو شخص يعاني من اضطراب نفسي يحتاج إلى تفهّم ورعاية، لكن قد تظهر سلوكيات قد تكون مؤذية أو مزعجة في بعض الحالات النادرة أو غير المعالجة، خاصة خلال نوبات الهوس الشديدة أو عند وجود أعراض ذهانية.
ما هي نسبة الشفاء من مرض ثنائي القطب؟
يصنف الاضطراب ثنائي القطب كمرض مزمن، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، أي أنه لا يُشفى منه نهائيًا في معظم الحالات، ولكن يمكن السيطرة عليه بشكل فعّال، وتصل نسبة السيطرة والتحسُّن مع العلاج الى بين 60% إلى 80% من المرضى يمكنهم تحقيق استقرار واضح في المزاج والتقليل من عدد النوبات وشدّتها إذا التزموا بالعلاج (الدوائي والنفسي) بينما يواجه نسبة 20% إلى 30% من المصابين صعوبة في السيطرة الكاملة على الأعراض.
علامات الشفاء من ثنائي القطب
إليك علامات الشفاء أو الاستقرار لدى مريض الاضطراب ثنائي القطب، والتي تدل على أن العلاج يسير في الاتجاه الصحيح وأن الحالة تحت السيطرة، على النحو التالي:
- استقرار المزاج لفترات طويلة
- عدم وجود نوبات هوس أو اكتئاب حادة لفترة زمنية (شهور أو سنوات).
- التوازن العاطفي دون تقلبات مفاجئة أو شديدة.
- تحسن في النوم والشهية والنشاط اليومي
- النوم المنتظم دون أرق أو نوم مفرط.
- شهية طبيعية للطعام.
- طاقة متوازنة دون إفراط أو خمول.
- القدرة على التحكم في الانفعالات
- الاستجابة الهادئة للمواقف الضاغطة.
- تجنُّب السلوكيات الاندفاعية أو العدوانية.
- عودة الأداء الوظيفي والاجتماعي إلى طبيعته
- القدرة على الدراسة أو العمل بانتظام.
- تحسين العلاقات الأسرية والاجتماعية.
- القدرة على تحمّل المسؤوليات اليومية.
- الالتزام بالعلاج بوعي ورضا
- تناول الأدوية بانتظام.
- حضور الجلسات النفسية (إذا كانت ضمن الخطة).
- إدراك أهمية العلاج والاستمرار فيه حتى مع تحسن الأعراض.
- تحسن النظرة للذات والمستقبل
- اختفاء أو انخفاض مشاعر الذنب وانعدام القيمة.
- الشعور بالأمل، والتخطيط للمستقبل.
- انخفاض الأفكار الانتحارية أو اختفاؤها تمامًا.
- وجود وعي بالمرض والقدرة على ملاحظة أي أعراض مبكرًا
المريض يصبح أكثر وعيًا بإشارات الانتكاس المبكرة ويتصرّف بسرعة (مثل طلب المساعدة، أو تعديل نمط حياته).
اختبار اضطراب ثنائي القطب pdf
يمكنك إجراء اختبار مبدئي لاضطراب ثنائي القطب كخطوة أولى لفهم ما إذا كانت الأعراض التي تعاني منها تستدعي مراجعة طبيب نفسي، ولكن من المهم أن نؤكد أن هذا الاختبار لا يُشخّص المرض رسميًا، بل يساعد فقط على تحديد إن كان هناك احتمال للإصابة، وإليك نموذج قابل للتحميل لاختبار ثنائي القطب بصيغة PDF:
نموذج اختبار ثنائي القطب بالعربي PDF: اضغط هنا للتحميل
المصادر الطبية والأكاديمية الأساسية
- Mayo Clinic – Bipolar disorder
- National Institute of Mental Health (NIMH) – Bipolar Disorder
- World Health Organization (WHO) – Fact sheet: Bipolar disorder
- MedlinePlus – Bipolar disorder
- Johns Hopkins Medicine – Bipolar Disorder
- PubMed – Search “bipolar disorder”
مجلات علمية رائدة
- The Lancet Psychiatry – Bipolar disorder collection
- JAMA Psychiatry
- American Journal of Psychiatry
- Bipolar Disorders (Official ISBD Journal)
- Nature Reviews Disease Primers – Bipolar disorder (2023 primer)
دلائل إرشادية ومعايير علاجية
- APA Practice Guideline for the Treatment of Patients With Bipolar Disorder (3rd Edition, 2023)
- NICE Guideline CG185 – Bipolar disorder: assessment and management (UK)
- International Society for Bipolar Disorders (ISBD) – Guidelines & Resources
- Royal Australian & New Zealand College of Psychiatrists (RANZCP) – Mood Disorders Guidelines
مراجعات منهجيّة ومصادر مفتوحة